شبكة روايات للحوار

حياتنا

غرائبنا

تمتع وتصفح باقي أقسام حياتنا

بيئتنا دليلنا علومنا عالمنا
أسطورتنا منوعاتنا مكتبتنا ديننا
موقعنا حضارتنا برامجنا غرائبنا

إقرأ اَخر المقالات المثيرة في غرائبنا

العين نافذة القلب والأنف دليل المكانة

ملامح الوجه مفتاح الفراسة

المصدر: جريدة الخليج الإماراتية

إعداد: دلال جويد

لا شيء أكثر شيوعاً في المجتمع من تكوين الأحكام على الاَخرين من ملامحهم فقد نسمع أحياناً أقوالاً تربط الشكل بالشخصية مثل لفلان وجه صادق, أو له عيناً ساحر, أو طلعة بهية أو شكل يوحي بالكسل, وغيرها من التعابير في هذا المجال الذي عده القدماء علماً وأسموه علم الفراسة, وكان يشكل اعتقاداً راسخاً لدى كثير من الناس.

وربما من الممكن أن توحد ملامح الوجه القلوب وتشكل الصداقات الدائمة وكذلك تأخذ دوراً في شكل التعاملات بين الناس فهي يمكن أن تعلمنا الأدوات المناسبة للكلام مع شخص معين عن طريق إيحاءات وجهه.

ومعظم الناس يمارسون الفراسة من دون معرفة لمبادئها الأساسية, ويعتقد ان أرسطو كان أول من طبق مفاهيم ((سيمياء)) الوجه في عمله واعتمد على مقارنة الوجوه مع أشكال الحيوانات. وفي القرن السادس عشر بدأ النظر إلى ميزات الوجه الفردية (شكل الوجه, العيون, الحواجب, الأنف)لمعرفة طباع الشخص.

وفي المرحلة الزمنية بين القرن السادس عشر والثامن عشر الميلاديين ازدهرت دراسة الفراسة أو ((سيمياء)) الوجه في كافة أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وفي العديد من المناطق التي عدته علماً أصيلاً, بل اتجهت إلى العنصرية في التعامل مع الاَخرين على أساس أشكالهم.

أما أسرار الفراسة التي تقع ضمن منطقة الرأس فقد استخدمت في علمي النفس والأحياء بشكل محدود, حيث يعتقد أن للدماغ أثراً في تكوين خلق الإنسان وشكل رأسه لأن الجمجمة ليست إلا وعاء يكيفها الدماغ حسب سعته وامتداداته.

وقد اكتشف العلماء أن الأدمغة لا تساوي في مدركاتها وان كل جزء من الدماغ يعمل في اختصاص معين ليكون مع الأجزاء الأخرى جميع مكونات الدماغ.

وربط شكل الرأس بالطبيعة حتى في الحيوانات فالحيوانات المفترسة والمهاجمة هي ذات الرؤوس الضخمة ومحور ما بين الأذنين أطول محور في الرأس مثل الأسد والنمر والفهد, بينما تكون رؤوس الحيوانات الضعيفة أو غير المفترسة مستطيلة كالغنم والبقر وغيرهما, ويعتقد أن مراكز صفات الحرص على الحياة موزعة حول الأذنين.

وفي الإنسان يعتقد ان أصحاب الرؤوس الضخمة يحرصون على الحياة ويحبونها ويلجؤون إلى كل الوسائل للقضاء على منافسيهم, وهم في الغالب يحبون جمع المال والعقارات والضياع. ويعتقد ان ((القذال)) أو قفا الرأس له دور في الدلالة على المؤهلات اليدوية والقابلية العضلية, كما أنه يحتوي المخيخ وأسفل الدماغ الذي يقوم بوظائف عاطفية مثل المحبة والغريزة, فكلما كانت هذه المنطقة مستديرة دلت على ميل صاحبها إلى تلك العواطف.

وكثير من الناس في أوروبا في القرون الوسطى اعتمدوا الفراسة وسيلة لقراءة البخت ومعرفة الشخصية, ووضعوا لأشكال الوجوه دلالات معينة حسب اختلافها.

دلالات الوجوه وأقسامها: يدل الوجه بيضوي الشكل على أن صاحبه شخص ودي يستخدم حدسه في التعامل مع الاَخرين وهو محب للذات ومتع الحياة.

أما الوجه المربع فيدل على أن صاحبه نشيط وقيادي وقوي وماهر وعملي وعنيد وذكي ويحمل دلالات قوة الشخصية.

ويدل الوجه المثلث على قدرة صاحبه على التفكير السريع واكتساب الثقافة اضافة إلى الذاكرة الجيدة والحساسية العالية, كما أنه سريع الضجر ومزاجي في التعامل.

وتأخذ أقسام الوجه دلالات معينة حسب رسمها وكل جزء يمثل حالة من حالات الشخصية فيمكن تحديد الشخصية عموماً من جميع الصفات المختلفة في أجزاء الوجه.

الجبهة سلطة الثقافة: الجبهة مليئة بالمراكز الحساسة في الإنسان, خاصة القدرة على الملاحظة, وهي من الأجزاء المهمة التي حرص المتفرسون على تفسير أشكالها, فالجبهة العالية تدل على سعة الثقافة والرغبة في التعلم, أما الجبهة الواطئة فتدل على أن صاحبها عملي بهتم بالأمور الواقعية, وتدل الجبهة المحدبة على أن صاحبها حذر وملتزم, بينما تدل الجبهة العالية والعريضة على حب الفلسفة والتفلسف ويستخدم صاحب الجبهة العالية الضيقة أسلوب التحليل في التعامل مع الحياة.

العيون نافذة الشخصية:  يقال ان العين هي نافذة القلب, فكثيراً ما تكون جواز المرور إلى الاَخرين وربما تحدثت العيون بما يخفيه المرء من نفسه, ويعتقد أن لون وشكل العين يدلان على شخصية الانسان, فالعيون المدوّرة تدل على ان صاحبها يميل إلى البساطة في الحياة بينما يثير أصحاب العيون الضيقة الشك والريبة, والعيون الواسعة المفتوحة تدل على الودية والطيبة, بينما تدل العيون البارزة إلى على الميل إلى السحر, وتشير العيون العميقة إلى العقلانية, ويتميز أصحاب العيون المائلة بالسرية والغموض.

أما ألوان العيون فتختلف دلالاتها باختلاف الشعوب فالعرب يفضلون العيون السوداء ويرون أن أصحاب العيون الزرقاء هم أشخاص كسولون غير أوفياء.

أما العيون العسلية فهي دليل رومانسية صاحبها وحبه للناس, والعيون الخضراء تدل على الأشخاص المرحين الذين تدل أخلاقهم على النبل.

والعيون السوداء دليل الاخلاص في الحب وقوة الإرادة والتحدي, بينما تدل العيون الرمادية على العقل والمعرفة والتحكم.

الحواجب مركز الاحساس: توجد حاسة الملاحظة خلف قوس الحواجب ويدل نتوء قوس الحاجب على قوة الملاحظة, وعادة تكون صفات العلماء والمخترعين لأنهم شديدو الملاحظة بينما تكون أقواس الحواجب لدى الأدباء والشعراء وعلماء الخيال غير ظاهرة, وفوق قوس الحاجب يوجد مركز حاسة الاتجاه ومعرفة المكان وهي الحاسة التي تجعل الانسان يعرف طريقاً لم يمر به من قبل, كما تجعله يجد الأشياء المفقودة.

وكثيراً ما نجد أشخاصاً يضيعون أغراضهم ولا يتذكرون أين وضعوها.

ومن كانت حاسة الاتجاه لديه قوية يكون محباً للسفر والانتقال بين الأماكن ويفضل ان يعمل في مهنة تخص هذا المجال, وتظهر هذه الصفة في عمق المنطقة فوق قوسي الحاجب وتباعد بين العينين فتكون منطقة جذر الأنف واسعة.

وتشير أشكال الحواجب إلى ملامح الشخصية فأصحاب الحواجب المقوسة يتميزون بالإبداع والفضول وعدم نسيان الاساءة وهم في الغالب واثقون من أنفسهم.

وتدل الحواجب السميكة على الطبع الحاد والقوي بينما يكون صاحب الحواجب الرقيقة حساساً ذا مزاج صعب, وتدل الحواجب المقترنة معاً على العصبية والطمع, ويتمتع أصحاب الحواجب المعتدلة بالصبر وحب الناس والحكمة, ويكون أصحاب الحواجب القصيرة واسعي التفكير لا يحبون القيود.

وتدل الحواجب التي تتجه إلى أعلى على الطموح وحب التفوق بينما تشير الحواجب المنخفضة إلى الأسفل على الطاعة والقناعة.

الأنف دليل الجاه: للأنف مكانة مهمة في تحديد ملامح الوجه, خاصة انه يشكل مقدمة الوجه ويعتقد أصحاب الفراسة انه يحدد مكانة المرء الإجتماعية فقد كانت تماثيل الملوك في مصر القديمة بأنوف بارزة بينما صورت أنوف تماثيل الرعية صغيرة كأنما يدل عظم الأنف على الرفعة والمكانة العالية, وفي علم الفراسة يدل الأنف الكبير على عدوانية الاشخاص بينما يشير الأنف الصغير إلى الهدوء ويكون صاحب الأنف العريض مهملاً بينما يدل الأنف الطويل على أن صاحبه من الاشخاص القلقين, ويشير الأنف المدبب إلى الفضول.

ومن الطرائف التي تروى عن تغلب الفراسة على قرارات الناس ان تشارليز دارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء تقدم لاجراء مقابلة عمل فرفض المسؤول توظيفه لأن رأى ان أنفه يدل على انه كسول ولا يصلح للعمل.

الفم بوابة الطباع: فضلاً عن أثر شكل الفم الجمالي ودوره في تحديد الصفات الجمالية فإنه أخذ دلالات متعددة في الفراسة حيث يدل الفم الكبير على الكرم وحسن الضيافة بينما يكون صاحب الفم الصغير أنانياً, بينما يدل اتجاه قوس الفم على الحالة المزاجية, فإذا اتجه قوس الفم إلى أعلى كان الشخص متفائلاً وسعيداً,بينما يكون بائساً إذا اتجه قوس الفم إلى الاسفل, وإذا كانت الشفة العليا بارزة فإن صاحبها غير حازم, بينما يكون صاحب الشفة السفلى البارزة مراعياً لشعور الاَخرين يتجنب إيذاءهم.

ويعتقد العلماء ان مركز الاحساس الموزعة في الرأس تحدد شكل وملامح مناطقها, فالذاكرة تتوزع في مناطق متعددة من الجبهة وقوس الحاجب, بينما تكون عواطف التملك والدفاع والجرأة قريبة من الاذنين.

ويعتقد ان شكل الاذنين يحدد بعض الميزات الخاصة بالبشر فإذا كانت الاذنان كبيرتين دل ذلك على الثقافة, أما إذا كانتا صغيرتين فهذا يشير إلى حب الحياة الفطرية, وتدل الاَذان المدببة على صفات الغدر والتاَمر, أما إذا كانت شحمة الأذن كبيرة فتدل على قوة الإرادة وإذا كانت صغيرة دلت على التبعية, وإذا اختفت شحمة الأذن دل ذلك على الضعف وعدم حسم الأمور.

ولم يغفل أصحاب الفراسة شكل الذقن, فإذا كان طويلاً دل على العناد, أما إذا كان قصيراً فيدل على الطاعة, والذقن المدبب يدل على الحماس, والذقن المربع يشير إلى حدة الطبع, والذقن المشقوق يدل على الأنانية.

ومع كل تلك التوجهات في تحديد الشخصية عن طريق الشكل فإن الفراسة لا تستند إلى دليل علمي يدعمها, وتعد من العلوم المزيفة خاصة بالطريقة التي اتبعها الغربيون في جعل خواص كل جزء من الجسد يدل على الشخصية والطباع فكثيراً ما نجد أشخاصاً لا تنطبق عليهم اَراء المتفرسين, وهذا دليل على أن الفراسة ليست يقيناً قاطعاً أو قانوناً ثابتاً.

x

الصفحة الرئيسية

إتصل بنا

مقالات غرائبنا