شبكة روايات للحوار

حياتنا

تمتع وتصفح باقي أقسام حياتنا

أقسام الموقع

بيئتنا دليلنا علومنا عالمنا
أدبنا منوعاتنا منتدياتنا ديننا
موقعنا حضارتنا برامجنا غرائبنا

إقرأ اَخر المقالات المثيرة في الصحة والطب

المقال

الإيدز صار مرضاً مزمناً فقط

الحياة لمدة 20 عاماً مع فيروس لعين

المصدر: جريدة الخليج الإماراتية

عندما اضطر القس بيتر فايجل لترك بيته بالقرب من فرانكفورت, نشرت إحدى الصحف المحلية في عام 1995 عنواناً رئيسياً يقول ((الإيدز- العظة الإخيرة: الراعي يذهب إلى الريف ليموت)).

واحتفظ فايجال بالمقال بل إنه يرسم ابتسامة على وجهه عندما يخبر زواره عن الحالة الجيدة التي يشعر بها هذه الأيام. ويبلغ القس 40 عاماً من العمر حالياً وهو شاذ ويحمل فيروس إتش.اَي.في المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) منذ بداية الثمانينات.

وأثناء وجوده في إحدى الحفلات مؤخراً. خاطبه أحد الحاضرين قائلاً ((رائع,فأنت إذن لا تزال على قيد الحياة)). وربما تكون هذه العبارة مجرد ملاحظة عابرة ولكن بالنسبة لفايجل, فإن الإمر يعتبر مسألة حياة أو موت.

وكان القس أصيب بعدوى الفيروس الذي يمكن أن يؤدي للاصابة بمرض الإيدز بكامل مضاعفاته في وقت لم يكن بعرف فيه الكثير عن هذا المرض سوى أن الإصابة به تعد بمثابة حكم للإعدام.

ولكن عندما يتم تشخيص حالة المريض هذه الأيام بأنه حامل لفيروس إتش.اَي.في, فإن هذا لا يعني تلقائياً أنه سيموت. لأنه بفضل سبل العلاج المحسنة, أصبح الإيدز الذي لا يزال غير قابل للعلاج يتحول تدريجياً- على الأقل في الدول الغربية- إلى مرض من الأمراض المزمنة وليس من الأمراض التي تفضي تلقائياً إلى الموت.

ونتيجة لذلك, فإن النقاش الساخن الدائر حول الإيدز توقف, كما باتت مراكز مساعدة مرضى الايدز, مثل المركز الذي يوجد في مدينة هامبورج الساحلية شمالي ألمانيا, مهددة بالاستقطاعات المالية.

ولا توجد بيانات إحصائية تتعلق بعدد المصابين بمرض الايدز في ألمانيا الذين عاشوا 10 سنوات أو أكثر بعد إصابتهم بالمرض, ولكن من المؤكد أن العلوم الطبية مكنت الألمان الحاملين لفيروس إتش.اَي.في وعددهم نحو 38 ألف شخص من أن يعيشوا حياة أفضل.

ويبدو أن الوقت الذي كانوا فيه يفقدون العشرات من أصدقائهم بسبب الإيدز, قد ولى وأصبحت الأسرة المخصصة للعلاج بالمجان خاوية في كثير من مراكز الايدز.

ونشرت شركة جلاكسو سميث كلاين للصناعات الدوائية في العام الحالي إعلاناً يقول ((كنت أظن في عام 1991 أنني لن أعيش سوى عامين)). وذكر الكاتب الصحافي الامريكي هيو إليوت(( بعدما أخبرني طبيبي أن الايدز سينهي حياتي, توقفت عن التخطيط(المستقبلي) وكان ذلك منذ عشرين عاماً)).

وأوضح الطبيب  النفسي كارل ليمن أن الكثيرين من المصابين بالايدز بعتقدون بأنهم لن يعيشوا سوى أسابيع قليلة أو لمدة شهور على أكثر تقدير ولكن بدلا من أن يعيشوا أسوأ أيام حياتهم, يتعين على أولئك المرضى التعامل لسنوات طويلة مع مشكلة إصابتهم بمرض خطير والتغلب عليها.

وقال ليمن إن هؤلاء المرضى عادوا مرة أخرى((لمواجهة مستقبلهم)). فهم لم يستعيدوا صحتهم ويتعين عليهم مواجهة مشكلات مالية كبيرة وما زال المستقبل غير واضح بالنسبة لهم.

ويعتبر كلاوس أحد هذه النماذج, فهو رجل انقطع عن دراسته في الجامعة التي لم يكن مغرماً بها بعدما أثبتت الفحوص الطبية إصابته بفيروس إتش.اَي.في وقرر أن يعيش سنوات عمره القليلة في سعادة من خلال القيام برحلة حول العالم زار خلالها أمريكا الجنوبية.

وقال ليمن((بعد 12 سنة, يكاد كلاوس يشعر بالصدمة بعدما وجد نفسه ما زال يتمتع بصحة جيدة نسبياً)).

ولكن بيتر فايجل تصرف على نحو مختلف, فإن التشخيص الطبي لحالته لم ينم لديه الرغبة السلبية في التخلي عن حياته بل أعطى لوجوده شكلاً جديداً.

وقال فايجل, وهو يحتسي فنجاناً من القهوة في مركز استشاري بهامبورج, ((لن أتوقف عن الحياة حتى قبل أن أبدأ)).

وأصيب فايجل بفيروس الايدز أثناء دراسته في أمريكا الشمالية في بداية الثمانينات. ودخل المستشفى عام 1984 بعدما تضخمت غدده الليمفاوية, وكان ذلك بمثابة محنة مؤلمة بالنسبة له.

وفي اَخر الأمر, استمع فايجل غلى تشخيص حالته عبر الهاتف. وقال القس وهو ينفث دخان سيجارته(( لقد أصبت بصدمة هائلة)). ويتذكر فايجل ان طبيبة ممن تأثرن بحركة ((العصر الجديد)) تفوهت من دون قصد منها بعبارة لن ينساها طيلة حياته.

لقد قالت له(( ربما لا ترغب حقاً في أن تعيش يا بيتر)).وما زال فايجل يتجهم كلما تذكر ((مدى وقاحة)) تلك العبارة. وسار الرجل في دروب الحياة, حيث سعى أولاً للحصول على رخصة قيادة وكان ذلك يبدو أمراَ تافهاً ولكنه كان مهماً بالنسبة له. ثم أنهى دراسته اللاهوتية في برلين وعمل لعدة سنوات راعياً لأبرشية قرب فرانكفورت, ولكنه لم يخف مطلقاً ميوله العاطفية والجسدية أو حقيقة مرضه.

ولم يرغب فايجل في أن يسيطر المرض على حياته رغم أنه أجرى حتى الاَن أربع عمليات للعلاج من السرطان, وليس امامه وقت طويل يمضيه مع مجموعات التأهيل النفسي القائم على مساعدة الذات ويفضل بدلاً من ذلك القيام بالأعمال التطوعية. ويضطر فايجل حالياً إلى تناول ستة أقراص دواء يومياً وهو ما يصفه بانه أشبه ((بعطلة)) مقارنة بمختلف أنماط العلاج التي خضع لها.

 ولا يبدو فايجل مثل رجل مريض ويرجع الفضل في ذلك على الأرجح إلى أحد الادوية المتطورة التي يتعاطاها. ويعتبر المؤتمر الطبي الذي عقد في عام 1996 في مدينة فانكوفر بكندا أحد المعالم المهمة على طريق علاج مرض الايدز. حيث شهد هذا المؤتمر اول إعلان عن التوصل إلى اسلوب علاجي بالغ الفعالية قادر على منع تجدد الاصابة بالفيروس, وقد أطلق عليه اسم إتش.إيه.إيه.اَر.تي. وأصبح هذا الإجراء العلاجي منذ ذلك الحين أسلوب العلاج السائد. الذي يقوم على مزج ثلاث مواد طبية مختلفة لا يمكنها علاج مرض الايدز لكنها تضمن عدم انتشار الفيروس في جسم المريض.

وقال الدكتور شتيفان فينسكه المتخصص في فيروس الايدز في عيادته في هامبورج ان الامراض النمطية التي تصاحب مرض ((الايدز)) مثل سلالات الالتهاب الرئوي أو مرض التوكسوبلازموسيس, وهو مرض معد تسببه بعض الطفيليات المجهرية, أصبحت نادرة الحدوث.

وأكد فينسكه(( أن العامل الرئيسي يتمثل في التزام المرضى بخطة العلاج)). ويسفر استشراء الايدز في جسم المريض عن إصابته بمشاكل صحية أقل من مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية ومشاكل الهضم وفقدان نسبة الدهون في الجسم.

ويقضي حوالي 600 شخص في ألمانيا نحبهم سنوياً بسبب مرض الايدز حيث ربما أدى الاعتقاد الخاطىء لدى الكثيرين بأن الايدز مرض يمكن علاجه, إلى إهمالهم العلاج. ورصد معهد روبرت كوخ زيادة في عدد المصابين بمرض الزهري.

ء

-

الصفحة الرئيسية

العودة إلى أقسام علومنا

مقالات الصحة والطب

جميع الحقوق محفوظة © ل حياتنا hayatona.tk

ويجوز استخدام المقالات بشرط ذكر المصدر.