شبكة روايات للحوار

حياتنا

-

أقسام الموقع

بيئتنا

دليلنا

علومنا

عالمنا

أدبنا

منوعاتنا

منتدياتنا

ديننا

موقعنا

حضارتنا

برامجنا

غرائبنا

اقرأ اَخر المقالات المثيرة ومستجداتها في علم الجينات

المقال

اَثار الأصابع والأسنان والدم أدلة ضعيفة

((البصمة الأمينية)) لا تفلت مجرماً

المصدر:جريدة الخليج الإماراتية

إعداد: وسام الأسدي

رغم التقدم العلمي الهائل الذي تحقق في العقود الأخيرة في علوم البحث الجنائي, وبرغم التطور التقني الكبير وتوافر الأجهزة والأدوات الحديثة التي ساهمت كثيراً في الكشف عن الكثير من الجرائم,ورغم تطور ميكانيكيات البحث الجنائي,إلا أن الطريق ما زال طويلاً, والعديد من القضايا في جميع أنحاء العالم,بما فيها الولايات المتحدة واوروبا ما زال مستعصياً على الحل,وسجلت الاَلاف من قضايا القتل والسطو المسلح وغيرها ضد مجهول.

وفي بريطانيا على سبيل المثال, ما زالت قضايا قتل عديدة لا يعرف مرتكبها برغم فظاعتها لكن ما يهدئ من روعنا هنا هو أن غموض مثل هذه القضايا يشكل حافزاً قوياً يدفع لإحراز المزيد من التقدم في مجال علم الدراسات الجنائية.

ومن الجرائم التي هزت المجتمع البريطاني ولفترة طويلة جريمة قتل وقعت عام 1992 وبقيت دون حل الى وقت طويل لعدم توافر الأدلة الجنائية الكافية,انها جريمة قتل ((راشيل نيكول)) 23 عاماً.

وكانت راشيل قد خرجت في صباح أحد أيام شهر يوليو للتنزه مع ابنها أليكس ثلاث سنوات وشوهدت لاَخر مرة في الساعة 10,20 صباحاً. وفي العاشرة والنصف وخمس دقائق وجدت جثتها في منطقة أحراش لا تبعد كثيراً عن المناطق المأهولة وقد أجبرت على الجلوس راكعة وطعنت بسكين 29 طعنة وتعرضت للإغتصاب,واكتشف جثتها رجل مسن كان يتنزه بالمكان,ووجد ابنها يمسك بجثتها ويصرخ وهو يجلس في بركة دم.

وبرغم الجهود الحثيثة التي بذلها فريق التحقيق وخضوع الجثة لفحوصات دقيقة, اضطرت الشرطة لمواجهة الحقيقة المرة وهي أن القاتل لم يترك وراءه أي دليل مادي سواء على جثة في مسرح الجريمة,ولم تنجح الشرطة في ايجاد سلاح الجريمة او رفع أية بصمات او الحصول على بقايا خيوط ملابس او اي مادة بيولوجية,باختصار فشلت الشرطة في العثور على أي دليل مادي يساعدها في البحث الجنائي وبالتالي القبض على المجرم او على الأقل توجيه التهمة لأي من المشتبه بهم.

الا أن الطبيب الذي قام بفحص الجثة لاحض وجود بقايا سائل منوي فقام برفعه  وارساله الى المختبرات الجنائية,ولكن هذه المختبرات لم تنجح لسوء الحظ في اقتفاء أثر اي مادة تسمح بإجراء تحليل للحمض الأميني في هذه العينة.

وبعد أيام أدين رجل يقطن قريباً من مكان الجريمة بقتل راشيل وبنى الادعاء اتهامه على الوصف الدقيق الذي أعطاه ستاج لمكان وقوع الجريمة, والمعلومات المفصلة التي أدلى بها حول وضع جثة القتيلة, وأكد الادعاء وقتها ان هذه التفاصيل لا يمكن ان يدلي بها الا الذي ارتكب الجريمة.

الا ان القاضي الذي كان يتولى قضية راشيل وجد ان هذه الأدلة غير كافية لإدانة ((ستاج)), وان ستاج عومل بطريقة غير قانونية,واصدر حكماً بالافراج عنه.

وأثار التحفظ على القضية غضب عائلة راشيل وطالب والدها بتحقيق العدالة.وشكلت هذه القضية حافزاً قوياً في السنوات العشر الأخيرة من أجل تكثيف الجهود لتطوير طرف الكشف عن المجرمين وادانتهم بالدليل القاطع , وصرفت الحكومة البريطانية امولاص طائلة,وقضى البرلمان أوقاتاً طويلة من اجل اصدار قوانين تضع حداً للوضع القائم.

ولا تقتصر هذه الجهود على السلطات البريطانية,حيث تبذل جهود حثيثة في كثير من دول العالم لتطوير تقنيات متقدمة للنهوض بالامكانيات المتوافرة حالياً في مجال الابحاث الجنائية.

فتح علمي: ومن التطورات الحديثة في مجال الأبحاث الجنائية التعديلات التي أجريت على فحوصات الاحماض الأمينية التي كانت قد أحدثت ثورة في عالم التحقيقات الجنائية منذ ان بدء العمل بها عام 1980..ويعود الفضل في التوصل الى هذا الفتح العلمي الى البروفيسور ((أليك جيفريز))الباحث في جامعة ليسيتر,الذي توصل وقتها الى نتيجة مفادها انه لا يوجد شخصان في العالم لهما نفس شكل الخلايا الأمينية,ما عدا التوأمين السياميين.

وقام جيفري بعد ذلك بتطوير تقنية لانتاج ما سمي لاحقاً ((بالبصمة الأمينية)) وهي عبارة عن تمثيل بصري للطبعة الزرقاء الفريدة المخزنة في كل خلية من خلايا أجسامنا.

وطورت هذه التقنية حديثاً بحيث أصبح بالامكان الحصول على معلومات قيمة عن الشخص مهما كان حجم العينة المأخوذة. وبغض النظر عن كونها اخذت حديثاً او منذ فترة طويلة. ومن اعقد التحاليل التي تجرى حالياً في هذا المجال التحليل الذي يعرف برقم النسخة المنخفضة,وهو تحليل حساس جداً يستطيع العلماء من خلاله الحصول على بصمة جينية من عينات تحتوي على خلايا قليلة جداً على سبيل المثال رقيقة واحدة من قشرة الرأس او يقايا فضلات في بصمة تقليدية,حتى لو لم تكن هذه البقايا مرئية بالعين المجردة.

وتحتاج نتائج الفحص الى أسابيع لتظهر,وهي مدة طويلة اذا قورنت بنتائج الفحص الروتيني للأحماض الأمينية.

ويستخدم هذا الفحص حالياً في الحالات المعقدة جداً فقط,حيث تفشل فحوصات الأحماض الأمينية التقليدية.

ويوضح كريس هادكيس ,رئيس واحد من اكبر المختبرات المختصة انه لاجراء فحص أميني في الماضي,كان لا بد من توافر عينة كبيرة,وقد تتعرض هذه العينة للتلف لثناء الفحص.ولكن الاَن يمكن اجراء الفحوصات المطلوبة بعينات صغيرة تحتوي على خلايا قليلة.

وبالفعل نجحت هذه الفحوصات في الايقاع بكثير م المجرمين الذين كانوا قد أفلتوا من العدالة سابقاً,ففي العام الماضي ,تمكنت الشرطة البريطانية من التعرف الى القاتل ((دارين اَشورست)),26عاماً,ووضعه في السجن بعد أن فحصت رقم النسخة المنخفضة للحمض الأميني وتأكدت انه الذي قام بقتل صديقته قبل ست سنوات.وكان اَشورست قد ظن انه سيفلت من العدالة الى الأبد بعد ان فشلت الشرطة عام 1995 في اثبات وجوده مع صديقته لويس سيلارز,15 عاماً,التي وجدت مقتولة واعادت الشرطة اعتقاله بعد أن أجري فحص لعقب السيجارة التي وجدت الى جانب القتيلة.

ومن الأمثلة أيضاً,قضية إيان ؤيتشارد لوثر,الذي وجهت اليه تهمة ضرب واغتصاب وقتل فتاة قبل 23 عاماً,وحكم عليه بالسجن المؤبد,بعد نا كانت الشرطة قد فشلت طوال تلك المدة في إثبات التهمة عليه.

وقد أجريت للقاتل فحوصات حساسة جداً مكنت المحققين من الحصول على معلومات جينية تتعلق بالقاتل اخذت عن طريق فحص بقعة من السائل المنوي وجدت على ملابس القتيلة وقامت الشرطة من جديد باشتدعاء مجموعة من المشتبه بهم كانت قد حققت معهم في الماضي,وأخذت عينات من لعابهم. وعند فحص العينة الخاصة بلوثر,وكان رقمه 532 على قائمة الذين فحصت عينات لهم,أظهرت النتائج انه هو القاتل وان نسبة الشك في ذلك لا تتعدى الواحد في البليون.

فحص أكثر دقة: وقد استطاع العلماء ايضاً اجراء بحوث اكثر دقة في هذا المجال ,ويعتبر فحص الاحماض الامينية الغضروفية هو الفتح الثاني في هذا المجال.ويستخدم هذا الفحص بشكل خاص في تحليل العينات التي أخذت منذ وقت طويل او التي تعرضت للتلف, يقوم الفحص على أخذ كمية صغيرة من مجمل كمية الحمض الاميني الموجود, ومن ثم تستخدم هذه الكمية عندما تكون العينات المأخوذة صغيرة او قديمة او تخضع لفحوصات تستخدم فيها وسائل اعتيادية.

وفي حال عدم توافر سائل مأخوذ من الجسم او الأنسجة,تؤخذ الأحماض الأمينية الغضروفية من العظم ويتمتع هذا النوع من الأخماض الأمينية بقدرة على البقاء لزمن طويل يفوق كثيراً قدرة الأحماض الأمينية الكروموزومية التي تظهر في اختبارات اخرى الا ان عيب الاحماض الغضروفية هو انها بطبيعتها اقصر من الكروموزومية وبالتالي تكون ملامحها غير واضحة كثيراً بحيث يكون من السهل التمييز بين الأفراد.

ومع ذلك تشكل هذه الفحوصات اهمية كبيرة تضاف الى قائمة الفحوصات الجنائية وتساهم كثيراً في مساعدة الشرطة حل القضايا الغامضة فعلى سبيل المثال, كان المحققون اذا وجدوا شعرة يعتقد انها تعود الى قاتل ما, كانت تؤخذ ويحتفظ بها باستخدام شريط لاصق, ويتم التحفظ عليها باستخدام الوسائل التقنية التي كانت متوافرة في ذلك الوقت لعلها تفيد في التحقيق..ويمكن استخدام هذه الشعيرات حالياً باخضاعها لتحليل الأحماض الغضروفية اذا احتفظ بها بشكل مناسب.

وهناك شواهد ملموسة توضح كيفية استخدام هذه التقنية قبل سنوات في حل اللغز الذي اكتنف هوية خمسة هياكل بشرية وجدت مدفونة في قبر بمنطقة اكيتينيزنيبرج في روسيا, وكتشف فيما بعد انها بقايا جثث امبراطور روسيا السابق, والامبراطورة وثلاثة من ابنائهما الخمسة.

وتعود القصة الى ليلة 16 يوليو عام 1918 عندما تم اعدام الامبراطور نيكولاس رومانوف الثاني وزجته اليكساندرا واطفالهم على يد البلشفيين. وكان من المقرر ان تنقل جثثهم لتدفن في مدخل احد المناجم,الا ان السيارة التي كانت تقل جثثهم اصابها عطل ميكانيكي في الطريق فحفر قبر قليل العمق ودفنت فيه الجثث, ورغم قيام السلطات الروسية فينا بعد بجمع عدد من الأدلة الجنائية, الا انها لم تتمكن من التعرف على اصحاب الرفات فطلبت السلطات الروسية من دائرة خدمات العلوم الجنائية البريطانية اجراء تحريات  اضافة وتحليل الرفات باستخدام تحاليل الأحماض الأمينية. وبأخذ عينات من بقايا العظام وتحليلها تبين أولا وجود اثر لفصيلة اماض امينية لعائلة ما, اتضح في ما بعد انها تخص الامبراطور السابق وعائلته. ومن هنا تظهر أهمية مثل هذه الفحوصات .فقد أعلنت الحكومة البريطانية انها ستقوم في المستقبل بالاحتفاظ بعينات خاصة بالمجرمين تحفظ تفاصيلها في ملفات على الكمبيوتر قاعد بيانات واسعة يتم بناؤها حالياً بتكلفة تزيد على 109 ملايين جنيه استرليني.

وتحتوي قاعد البيانات الحالية على حوالي 560 الف عينة اخذت من أشخاص مشتبه بهم,او اشخاص ادينوا . كما تحتوي قاعدة البيانات على 60 ألف بعينات أحماض أمينية رفعت عن مواد وجدت في مسارح الجرائم. وتتوقع الحكومة ان يتم جمع اكثر من 3 ملايين عينة لمجرمين بحلول عام 2004, وسيتم ادخالها الى قاعد بيانات تكون جاهزة عند الطلب.

وتأمل الحكومة ان يسهم التوسع في قاعدة البيانات هذه في تسهيل عمليات البحث عن مجرمين بعد ان اسهمت في السنوات الخمس الاخيرة في ربط 68 ألف مشتبه به مع جرائم تبين انهم قاموا بارتكابها.

كما قام القضاء البريطاني مؤخراً بإعادة فتح ملف 800 جريمة قتل سجلت ضد مجهول ,ولكن لن يتمكن القضاء من توجيه التهم اليها الى ان يتخذ قرار بإلغاء القانون المعمول به حالياً والذي يقضي بعدم امكانية اعادة محاكمة شخص في تهمة كانت المحكمة قد برأته منها من قبل, عندها فقط سيكون القانون البريطاني قادراً على احداث الكثير من التغيير.

ء

-

الصفحة الرئيسية

العودة إلى علومنا

مقالات الجينات

جميع الحقوق محفوظة © ل حياتنا hayatona.tk

ويجوز استخدام المقالات بشرط ذكر المصدر.