شبكة روايات للحوار

حياتنا

غرائبنا

 

بيئتنا

دليلنا

علومنا

عالمنا

أسطورتنا

منوعاتنا

مكتبتنا

ديننا

موقعنا

حضارتنا

برامجنا

غرائبنا

 

منها الأقنى والأخنس والأفطس والطويل

أنوف الحيوانات للشم والشرب والدفاع عن النفس

المصدر: جريدة الخليج الإماراتية

إعداد: محمد هاني عطوي

يتمايز البشر بجمال أنوفهم , فمنهم من له أنف أقنى, ومنهم م يمتلك أنفاً أفطس الشكل,واَخر دقيق الأرنبة أو أخنس.وهكذا يختلف البشر بين عرق واَخر,في أشكال أنوفهم وجمالها وقبحها في بعض الأحيان.

ومن حكمة الخالق العظيم أن هذه الصفة ليست مقتصرة على الانسان وحسب, بل تنسحي على عالم الحيوانات بجميع أنواعها أيضاً.فالفقمة الاسكيمية أو ذات المعطف,تستطيع التحكم بشكل انفها حسب هواها مستخدمة هذه الصفة لتخويف من يقترب منها. وتقوم الفقمة بإغلاق أحد فتحات منخريها ثم تطلق نفساً زفيرياً قوياً,فيخرج من بين فتحتي الأنف كتلة حمراء كبيرة مدهشة,ويعتقد علماء الحيوان ان ذكر الفقمة يلجأ الى هذا التصرف لإغراء الإناث ولإبعاد الذكور الاَخرين أثناء موسم التكاثر.

وإذا أردنا الحديث عن أنف القرش الأزرق أوخطمه الطويل, فسنجد العجب العجاب, إذ تمثل كل فتحة بعينها عضواً حسياً يعتبر المستقبل الكهربائي المتميز بدرجة عالية من الحساسية,فهذا العضو (أو هذه الفتحة) قادر على تحديد فرق الجهد الكهربائي لبطارية كهربائية يقع قطباها في الجزأين المتقابلين في المحيط الأطلسي!! وككل الكائنات الحية المولدة للكهرباء, يمكن للقرش تحديد موقع أية فريسة متوارية تحت رمال البحر.

زائدة لتضخيم الصوت: علاوة على زوج الاَذان أو الأبواق اللذين يمتلكها الخفاش, يحمل هذا الحيوان فوق أنفه زائدة شديدة البروز, تعمل على تضخيم أو مضاعفة الموجات الصوتية التي يطلقها الحيوان من منخريه. ويستخدم الخفاش صدى الصرخات التي يطلقها في معرفة العقبات والحواجز التي تعترض طريقه أثناء الطيران حيث تقوم الاَذان بالتقاط الصدى المصطدم بالحواجز.

منقار أدهش العلماء: وإذا شئنا أن نشاهد أعجوبة أخرى من عجائب الأنوف الحيوانية وندهش لها,فلنا أن نتأمل منقار خلد الماء الذي اندهش لرؤيته علماء الحيوان البريطانيون في عام 1798, عندما شاهدوه للمرة الأولى, إذ كان من غير المعقول ان يمتلك هذا الحيوان الثديي منقار طير!! لكن لم يعلم هؤلاء أن الله يخلق ما لا يعلمون,وأنه بفضل هذا المنقار يستطيع خلد الماء اكتشاف الحشرات من القشريات والرخويات المتوارية في رمال الأنهار!

غضبة القردوح: وربما يندهش البعض لرؤية القرود وينطلق ضاحكاً لما تقوم به هذه الحيوانات من حركات بهلوانية مثيرة للضحك والفكاهة,ولكن على هؤلاء أن يكونوا على حذر شديد عندما يغضب أحد هذه القردة, خاصة منها المعروف بالقردوح(قرد افريقي كبير),فغضبة هذا القرد تظهر ملامحها على وجهه الطويل المتميز بأرنبة الأنف الحمراء الفاقعة,وبجناحيه الأبيضين,ويدل هذا الخطم الأحمر على قوة, وموقع القرد في نسيجه الاجتماعي, فكلما زاد احمرار الخطم (الأنف),دل ذلك على مكانته المرموقة في السلم الاجتماعي لقطيعه, وكلما أدى ذلك إلى ضراوة المعركة بين القرود.

قناع الأوكسجين: وتنتشر في سهوب اَسيا الوسطى حيوانات شبيهة بالظبي تسمى(بالأروس). وتبلغ أعداد قطعان هذه الحيوانات عدة اَلاف رأس وتثير أثناء تحركها وربعة عظيمة من الغبار, ولذا تمتلك هذه الحيوانات أنوفاً (خطماً) طويلة معقوفة تشبه قناع الأوكسجين.ويوجد داخل هذا الخطم تشعبات وتعرجات عدة تسهم في تنظيف أنف الحيوان من الغبار قبل دخول الهواء الى الرئتين.

اَكل النمل: ولا يسعنا الاَن إلا الوقوف أمام هذا الحيوان العجيب الذي يغشنا في صورته,فأنفه الطويل الذي يذكرنا بأنف الشاعر الفرنسي سيرانو دو برجواك الكبير.والواقع أن هذا الخطم الطويل ليس سوى فم يحوي لساناً طويلاً جداً, فالنامل لا يتغذى إلا على النمل,حيث يتلقفها بلسانه الطويل بشكل شره,ولم يمنع هذا الفم الطويل أن يكون أنفاً حساساً للغاية, إذ يمكن للنامل التعرف إلى وجود نملة واحدة من بين 25 مليون جزيء من الهواء!!

زهرة اللؤلؤ: والاَن هيا بنا لنتأمل هذا الحيوان العجيب الذي يشبه بوجهه زهرة اللؤلؤ أو الربيع. ويحمل خطم هذا الحيوان 22 زائدة دودية وردية الشكل تمنح وجهه هذا الشكل الغريب.ويطلق البعض على هذا الحيوان اسم الطوبين أو الخلد الأوروبي أو الأمريكي,وكل زائدة من زوائد يديه تحمل اَلاف المستقبلات الحساسة جداً للمس, ولهذه الزوائد دور كبير في تمكين هذا الحيوان شبه الأعمى من الاصطياد تحت الماء, كل ما يقع من حشرات قشرية وديدان وأسماك صغيرة وحشرات أخرى.

جرذ من فصيلة الفيلة: ويبدو أن عجائب عالم الحيوان لن تنتهي, فهذا الجرذ الثديي الذي لا يتعدى وزنه 60 جراماً يعتبر طبقاً لتصنيف علماء الحيوان قريباً من الفيل, إذ يشاطره بخرطومه الصغير القادر على الإحساس بوجود الحشرات تحت الحجارة,والأوراق.وعلى ذكر الفيلة,يلاحظ ان شكل الخرطوم لدى بعض منها يخرج عن المألوف المعروف بالطول,إذ يتسم خرطوم البعض منها بالعرض والطول معاً وهو ما ينطبق على خرطوم فيلة البحر التي تعيش في كاليفورنيا. ويصل طول خرطوم هذا النوع من الى نحو 30 سم, وذلك في سن الثامنة من عمرها, وتستخدم الفيلة هذا الخرطوم المعقوف مكبراً للصوت الصادر من تذمرات الذكور منها.

أما الفيلة البرية فتمتلك خراطيم طويلة وغنية بالعضلات,حيث يبلغ عدد الحزم العضلية في الخرطوم الواحد نحو 150 ألف حزمة, ولذا يجب ألا نندهش من الليونة والمرونة العالية التي تتمتع بها خراطيم الفيلة البرية اضافة الى قوتها في رفع الأوزان الكبيرة.وللخرطوم استخدامات متعددة منها قطف الأوراق من الأماكن العالية وسحب الماء  واقتلاع النباتات من جذورها والدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة الضارية كالأسد. والخرطوم المتشكل بإندماج الأنف مع الشفة العليا, يمكنه احتواء 8 ليترات من المياه, واشتمام الماء على بعد 20 كيلومتراً.

الماتا-ماتا: ومن الحيوانات التي تنطبق صفاتها على شكلها حيوان (الماتا – ماتا), فلهذا الحيوان الغريب الذي يشبه قطعة خشب مغطاة بأوراق ذابلة, أنف له استخدامات مدهشة للغاية,على أن(الماتا- ماتا) يعبر مستنقعات الأمازون بشكل سري أو خفي وينتظر فريسته لساعات عدة ريثما تمر أمامه, فإنه يتخفى تحت الماء من دون أن يخشى على نفسه الإختناق,وذلك بفضل منخريه اللذين تحولا إلى بوق صغير يضخ عبره الهواء بشكل خفي من سطح الماء, ومن دون أن يدع لفريسته الفرصة كي تشعر بذلك.

السمكة الخرافة: ولعالم البحار حيواناته الغريبة أيضاً, ومن غرائبه ما يعرف بالسمكة الخرافة الفضية أو سمكة الفيل لأن فمها يشبه خرطوم الفيل. وليس لهذه السمكة حراشف, بل تتميز برأس كبيرة وأسنان معقوفة وبشوكة طويلة تعتبر العمود الفقاري لها, المثير في الأمر أن هذه السمكة لينة الممسك وهشة للغاية لكن خطمها المعقوف غني بالمستقبلات الكهربائية كخطم سمكة القرش تماماً, ولذا فهي قادرة على تحريك المياه في أعماق المحيط الرملية, كي تقع على ما لذ وطاب من قشريات ورخويات بحرية.

الأنف المضحك: وأخيراً من منا لا يعرف النازيك أو الكاكو؟فهذا القرد مشهور على مستوى كوكب الأرض بأنفه المضحك الغريب. ويتدلى هذا الأنف العملاق فوق فم القرد لعدم احتوائه على غضروف متين. وحتى الاَن لا أحد يعلم بالتحديد الاستخدام الحقيقي لهذا الأنف الذي يشبه حبة البطاطس الطويلة, لكن يلاحظ أنه ينفتح ويتصلب أثناء تجول الكاكو في الغابات الاندونيسية وإطلاقها لصيحات مدوية, ولذا يعتقد أن لهذا الأنف وظيفة صوتية رنانة.

 

الصفحة الرئيسية

إتصل بنا

مقالات غرائبنا